غالباً ما يُشار إلى هذا الداء بـ "السُكري"؛ وهي حالة مرضية تنجم عن مشاكل في تنظيم مستويات سكر الدم. وقد تحدث هذه الحالة إما بسبب عدم إنتاج البنكرياس إلا كمية قليلة جداً من الأنسولين (وهو الهرمون المسؤول عن التنظيم المُحكم لمستويات السكر في الدم)، أو لأن الجسم لا يستجيب بشكل ملائم للأنسولين الذي يفرزه البنكرياس. وينتج عن هذا عدم انتظام في مستويات السكر في الدم، وهو ما قد يشكل خطراً في حال أصبحت هذه المستويات عالية جداً أو منخفضة جداً.

وهناك نوعان رئيسيان من داء السكري هما النوع الأول والنوع الثاني. أما النوع الأول من داء السكري فهو الأكثر شيوعاً لدى الشباب وينجم عن قيام الجسم بإتلاف الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين في البنكرياس. وعادة ما يُعالج هذا النوع من السكري من خلال مراقبة مستويات سكر الدم بحذر وإعطاء بدائل الأنسولين المباشرة من خلال الحقن. أما النوع الثاني من السكري فهو مرتبط بالسُمنة وتطور مقاومة الأنسولين نتيجة ارتفاع نسبة السكر في الدم باستمرار على مدى فترة طويلة من الزمن. ويمكن إدارة هذا النوع من السكري بشكل جيد من خلال اتباع نمط حياة صحي ومن خلال التعديل على النظام الغذائي وتناول الأدوية التي تساعد على استقرار مستويات السكر في الدم. ويمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم لفترة طويلة إلى تلف الأوعية الدموية والأعضاء الأخرى مثل العين والكلية. كما إنه يعتبر عامل خطر قد يؤدي للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

تقع الغدة الدرقية في الرقبة وتنتج هرمون الثيروكسين (هرمون الدرق) الذي ينظم عملية التمثيل الغذائي في الجسم الذي بدوره يؤثر على درجة حرارة الجسم ونموّه. وإذا زاد هرمون الغدة الدرقية عن مستواه كثيراً فإنه يؤدي إلى فرط نشاط الدرقية، وإذا نقص عن مستواه كثيراً فيؤدي إلى قصور الغدة الدرقية. وينجم عن هاتين الحالتين ظهور أعراض في وظائف الجسم تؤثر على الحياة اليومية للفرد، بما في ذلك مشاكل في تنظيم درجة حرارة الجسم وتقلبات المزاج وتغيرات في الأمعاء وتغيرات في الجلد والوزن. وتعتبر اضطرابات الغدة الدرقية شائعة وتُعالج جيداً بالأدوية اليومية، ولكن الحالات الأكثر شدة قد تحتاج إلى تدخل جراحي. وفي بعض الحالات، قد يحدث مرض الغدة الدرقية بسبب السرطان، وعادة ما تتم معالجة هذه الحالات عبر مزيج من الأدوية المتخصصة والجراحة.

جارات الدرقية هي أربعة غدد تتوضع داخل الغدة الدرقية في الرقبة وتنتج الهرمون الجار درقي (المعروف أيضاً باسم باراثرمون). وتتمثل وظيفة الهرمون الجار درقي في الحفاظ على مستوى الكالسيوم في الدم من خلال تنظيم مخزون الكالسيوم في العظام وعملية امتصاص الكالسيوم من الطعام. وتتمثل الأعراض الرئيسية لأمراض الغدة الجار درقية بارتفاع مستويات الكالسيوم أو انخفاضها، وعادة ما تتعلق بحالة العظام أو الكلى أو العضلات. وإذا كان إفراز الهرمون الجار درقي عالٍ جداً، فيكون السبب في ذلك هو زيادة إفراز الهرمون في واحدة من الغدد الأربع، ويمكن تصحيحه من خلال عمل جراحي يتم فيه استئصال الغدة ذات النشاط المفرط. أما المستويات المنخفضة من الهرمون الجار درقي فهي في الغالب تنجم عن تلف الغدة جراء جراحة سابقة في الرقبة أو جراحة في الغدة الدرقية ويمكن معالجتها بالكالسيوم و/أو بأدوية بدائل الهرمونات.

متلازمة تكيّس المبايض هي حالة تؤثر على المبيضين عند النساء؛ وهذه الحالة تؤدي إلى تضخّم جريبات المبايض (وليس تشكل الأكياس كما يوحي الاسم) ونتيجة لذلك تتأثر مختلف الهرمونات في الجسم.

وتشتمل الأعراض الشائعة لمتلازمة تكيّس المبايض على عدم انتظام الدورة الدموية، ونمو مفرط في شعر الجسم، وخاصة الوجه، وتضخّم المبايض. وعلى الرغم من أن الأسباب النهائية لمتلازمة تكيّس المبايض غير معروفة، إلا أنها مرتبطة بزيادة مستويات الأنسولين والتستوستيرون. ويمكن إدارة متلازمة تكيّس المبيضات من خلال خسارة الوزن، وتناول الأدوية، أو الإجراءات الجراحية، وبمساعدة أدوية الخصوبة في بعض الأحيان.